غزوةبني المصطلق (المريسيع) بنوالمصطلق بطن من قبيلة خزاعة، يسكنونبين المدينة ومكة، والمُريسيع بضمالميم: ماء لبني خزاعة، وقد خرج إليهمالرسول صلى الله عليه وسلم سنة خمسللهجرة بعدما زادت عداوتهمللمسلمين، في نحو سبعمائة مقاتلفأغار عليهم وهم غارّون (أي غافلون)فقتل من قتل منهم وسبى النساءوالذرية، وكانت جويرية بنت الحارث منهذا السبي فتزوجها الرسول صلى اللهعليه وسلم، وأطلق المسلمون السبيإكراماً لها. وفيرجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهذه الغزوة، قال عبد الله بن أبي بنسلول: "لئن رجعنا إلى المدينةليخرجن الأعز منها الأذل"، وتبرأعبد الله بن عبد الله بن أبي من أبيه،وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا رسول الله أنت والله الأعز وهوالأذل"، نع أباه من دخول المدينةحتى يأذن له النبي الرسول صلى اللهعليه وسلم، وقال: يا رسول الله مرنيأن أقتله، فأخبره الرسول صلى اللهعليه وسلم أنه لن يسيء إلى أبيه. وفيرجوعه أيضاً كان حديث الإفك، الذيأطلقه المنافقون على السيدة عائشةزوج النبي الرسول صلى الله عليه وسلملما تخلفت عن الجيش، ولكن الله تعالىأنزل براءتها في نحو عشرين آية منآيات سورة النور.
غزوةالخندق ( الأحزاب)كانت في السنة الخامسة للهجرة بعد أنأجلى الرسول صلى الله عليه وسلم يهودبني قينقاع وبني النضير عن المدينة،فتحالف هؤلاء مع قرش وباقي الأحزابضد المسلمين، وبقيت قريظة في المدينةتظهر الولاء للمسلمين وتبطن العداوةوالبغضاء لهمواجتمعت القبائل في مر الظهرانوانطلقوا إلى المدينة، وما أن علمالمسلمون حتى اجتمعوا للشورى، فأشارسلمان الفارسي على رسول الله صلىالله عليه وسلم بحفر الخندق في شمالالمدينة، ليشكل حاجزاً يمنعالالتحام بين الغزاة وبين المسلمين،ويمنع اقتحام المدينة، وير للمسلمينموقعاً دفاعياً جيداً يمكنهم من رشقالغزاة بالسهام من وراء الخندق، الذييبلغ طوله خمسة آلاف ذراع، وعرضهتسعة أذرع، وعمقه من سبعة إلى تسعةأذرع، وتم حفره في ستة أيام رغم الجوعوالبرد. وفيحفر الخندق حدثت آيات ودروس كثيرةتحكي عن منظومة الإيمان التي كانيعيشها المسلمون مع رسولهم صلى اللهعليه وسلم، لذا لم يعبئوا وهم ثلاثةآلاف مقاتل في هذه الغزوة أن يكون عددالمشركين عشرة آلاف مقاتل، وأن تكونقريظة قد نكثت عهدها معهم وقدصور القرآن حال المسلمين فقال: (إذجاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذازاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجروتظنون بالله الظنونا - هنالك ابتلىالمؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً )الأحزاب/ 10-11الحصاروالرحيل:فوجئت قريش بالخندق، وكلما همواباقتحامه أمطرهم المسلمون بالسهام،واشتد الحصار وطال أربعاً وعشرينليلة لم يكن فيها حرب إلا الرميبالنبال، ولكن هجمات المشركين لمتنقطع، واستشهد من المسلمين ثمانيةمنهم سعد بن معاذ رضي الله عنهوكان طول الحصار سبباً في إضعافمعنويات المشركين، وأرسل الله ريحالصبا فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهموأطفأت نيرانهم ودفنت رحالهم، فنادىفيهم أبو سفيان بالرحيل، وهكذا انفضالأحزاب عن المدينة فتنفس المسلمونالصعداء، (ورد الله الذين كفروابغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى اللهالمؤمنين القتال وكان الله قوياًعزيزاً) الأحزاب/ 25.