منتديات وحدي مع الايام
اهلا وسهلا فيك
اسمع ما دام دخلت منتدانا

تحرجناش بدك تسجل ومش حلووه في حق المنتدى

يلا اكبس على تسجيل وسجل ومن دون احراج

ولا تنسى المنتدى يحتاج الى تفعيل الاشتراك من ايميلك

منتديات وحدي مع الايام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نرسم لك طريقآآ من الآبدآع*** و نرسم الابتسامة علي وجوه الاخرين
 
الرئيسيةالمتصلون الانأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة البطل الشهيد عمر المختار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق المحبة
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 37
نقاط : 87
المزاج : قصة البطل الشهيد عمر المختار 1210
ذكر
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

قصة البطل الشهيد عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: قصة البطل الشهيد عمر المختار   قصة البطل الشهيد عمر المختار Emptyالخميس أكتوبر 14, 2010 12:59 pm

عمر المختار أسد الصحراء

1. يطيب للمؤرخين كتابة تاريخ المعارك وما بُذل فيها من دماء، دونما خوض في أحوال القلوب التي بَذلت أرواحها وسالت دماؤها، ولهم في ذلك عذر؛ لأن التاريخ يبحث في الوقائع والأحداث، وقلما يجد من دليل أو رواية صادقة عن أحوال المشاركين فيها؛ ويرجع ذلك إلى أن الوقائع هي التي أشهرت أسماءهم؛ لذا فلم يهتم أحد بأحوالهم قبلها، ولكن القرآن علمنا أن أعمال القلوب هي الأصل في أعمال الجوارح، وهذا هو معنى الإيمان، ومن هنا ستكون مسيرتنا مع هذا البطل محاولة لإظهار جهاده القلبي، في مواجهة الإغراء الدنيوي، أو الانقياد وراء ضلالة شيخه الصوفي، وأثر ذلك على جهاده القتالي، حتى حاز بفضل من الله الشهادة في سبيله.

هو... عمر بن المختار بن فرحات من عائلة غيث، وفرحات قبيلة من بريدان أحد بطون قبيلة المنفة، وأمه هي عائشة بنت محارب، وقد ولد –حسب روايته- بعد وفاة السيد محمد بن علي السنوسي الذي توفي عام 1859م/1276هـ، وعلى ذلك تكون ولادته في حدود عام 1861م وعام 1862م، وقد كان والده –رغم قلة المعلومات عنه- مشهورا بشجاعته في القتال وإقدامه، بالإضافة إلى مكانته بين قومه، وقد عهد الوالد بولده إلى السيد حسن الغرياني شيخ زاوية جنزور (التابعة للطريقة السنوسية) لتربيته وتحفيظه القرآن، وعند وفاة الوالد عام 1878 في رحلة الحج أوصى من حوله بأن يرعى هذا الشيخ أولاده من بعده، فقام الشيخ بما عهد إليه خير قيام، فقام بإرسال عمر وهو ابن 16 عاما إلى معهد زاوية الجغبوب مع أولاده؛ ليتعلم في هذا المعهد السنوسي كافة العلوم الشرعية، فتلقى القرآن وعلومه على يد الشيخ الزروالي المغربي، ودرس على سائر مشايخ المعهد مجموعة من العلوم الشرعية وغيرها، وقد كان نهج التعليم في المعهد أن يقوم الدارس بأداء بعض المهن اليدوية مثل: النجارة والحدادة، وقد تميز عمر المختار في هذه الحرف وفي ركوب الخيل على سائر إخوانه بالمعهد، وتميز أيضًا بشخصيته القيادية واتزان كلامه وجاذبيته، مع تواضع وبساطته، وقد ساعدت صفاته على توسيع دائرة اتصالاته واكتساب حب وتقدير كل من تعامل معه من خلال المهام الكثيرة التي قام بها، وقد انقطع عمر المختار عن مواصلة تعليمه حوالي سنة 1886، وذلك بسبب إحساسه بأن وطنه وقومه في حاجة إلى عمله وجهاده.

صفاته ومكانته

صقلت الأيام صفات عمر المختار السالفة الذكر من تواضع وبساطة مع شخصية قيادية متزنة، وسوف تدفع به خصاله لتقدم الصفوف في طريقته السنوسية، وكان من إعجاب السيد المهدي السنوسي –شيخ السنوسية في هذا الوقت- أن قال: "لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".

وليتضح للقارئ الواقع العملي لصفات الرجل سنورد قصتين عنه:

الأولى (وهي رواية شاهد عيان): وتتلخص في أنه في عام 1311هـ/1894م تقرر سفر السيد عمر المختار مع آخرين إلى السودان في مهمة كلفه بها شيخه، وقد كان عمر هو رأس الوفد، وقد وجدوا قافلة تجارية تتأهب للخروج من الكفرة إلى السودان، فقرر الوفد مرافقة القافلة لعلم التجار بطرق الصحراء وخبرتهم بها، وعند وصولهم مع القافلة لمكان في الطريق توقفت وأشار أحد التجار على أفراد القافلة أن المنفذ الوحيد في هذه المنطقة الوعرة عادة يقف على مشارفه أسد مفترس، وقد استقر عرف القوافل على أن يشترك أهل القافلة في ثمن بعير هزيل يتركونه للأسد حال خروجه، فرفض عمر المختار الاقتراح بشدة، وقال: "إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف بدون حق أُبطلت، فكيف يصح أن نعيدها لحيوان؟! إنها علامة ذل وهوان، والله لندفعنه بسلاحنا"، وأصر على رأيه، وتقدمت القافلة، وخرج الأسد على مطلع الطريق، فتقدم عمر المختار بفرسه وسلاحه إليه فأصابه في غير مقتل، واستمر في تقدمه إليه –رغم خطورة التعرض لأسد مصاب- فقتله في طلقته الثانية، وأصر عمر المختار على أن يسلخ جلده ويعلقه على مدخل هذا الطريق ليشاهده المارة من القوافل. وقد منع عمر المختار في أحد المجالس أن تروى هذه القصة قائلاً: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".

والثانية: (وهي رواية شاهد عيان أيضًا) يذكر محمود الجهمي –صاحب عمر المختار في جهاده- أنه ما كان ينام ليلة حتى الصباح، ما كان ينام إلا ساعتين أو ثلاثا ثم يقوم فيتوضأ ويبدأ في تلاوة القرآن حتى الصباح، وكان لا يزيد عن سبع يختم فيهم القرآن.

وقد استخدمه شيخه كثيرًا في مهام المصالحة بين القبائل وفض النزاعات، ولم يحدث أن فشل في مهمة كلف بها، مما ساعده على توطيد مركزه وسمعته بين القبائل، وفي نفس الوقت جعله مدركًا بشؤون القبائل وأحوالها وأحداثها.

وقد ذكرنا من قبل أنه انقطع عن الدراسة في عام 1886م؛ إذ إن البلاد المجاورة كلها قد وقعت تحت الاحتلال الأجنبي، مصر والسودان تحت الاحتلال الإنجليزي، وتونس والجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، مما يعني أن ليبيا هي البقعة الوحيدة التي بقت من الدولة العثمانية التي لم تخضع بعد لأجنبي، وقد بدأت إرهاصات الزحف الإيطالي في هذه الفترة، وقد تم تكليفه بالقيام بأعمال شيخ زاوية القصور السنوسية عام 1895م، وهي تابعة لقبيلة العبيد بمنطقة الجبل الأخضر ( موطن المقاومة الليبية، ومعقل السيد عمر المختار في مواجهة الإيطاليين بعد ذلك)، وقد اشترك عمر المختار مع قوة مكلفة من شيخ السنوسية في مقاومة الاستعمار الفرنسي في وسط إفريقيا، وقد ساعدت هذه الأحداث عام 1899م على صعود نجم عمر المختار على المسرح السياسي والعسكري، وكذلك داخل منظومة الطريقة السنوسية، وساعد على ذلك أن الشيخ محمد المهدي شيخ السنوسية نقل مقره عن الكفرة إلى قرو بالمنطقة الوسطى من إفريقيا عام 1899م.

في هذه الأوقات كانت القوى الاستعمارية تقسم العالم فيما بينها فنرى إفريقيا التي كان 95% منها مستقلة عام 1885، يصبح 8% منها فقط خارج المناطق الاستعمارية في عام 1910، وفي هذا الزحف الاستعماري تعرض أتباع السنوسية ومراكزهم (الزوايا البيضاء) لهجوم القوات الغازية، وذلك لحملهم لواء الجهاد ونشر الإسلام في آن واحد في مواجهة الغزو التنصيري الاستعماري على إفريقيا، وقد تولى مشيخة الطريقة عام 1902 الشيخ أحمد الشريف السنوسي بعد وفاة محمد المهدي، وقد قام الشيخ الجديد باستدعاء السيد عمر المختار لتولي زاوية القصور مرة ثانية عام 1906م بعد تفاقم النزاعات بمنطقة الجبل الأخضر، وزيادة الضغوط الاستعمارية الإيطالية.

وفي 19 من أكتوبر 1911م وصل خبر بدأ الغزو الإيطالي لليبيا إلى مشايخ السنوسية، وقد كان عمر المختار في جالو بطريق عودته من الكفرة (بعد اجتماع مع شيخه السيد أحمد الشريف الذي استقر ثانية بالكفرة)، ويعلن شيخ الطريقة في نداء عام الجهاد من أجل صدّ العدوان ودفع الغاصب، وتنظيم الصفوف؛ وبالفعل تحققت الانتصارات على العدو الإيطالي، وأراد الطليان أن ينتقموا من الليبيين العزل، وتولدت فكرة شيطانية؛ ألا وهي عقد صلح مع إيطالية والرضا باحتلالهم لجزء من الأرض، وذلك بحجة قوة العدو، وكذلك قدرته على تطوير الأوضاع الزراعية والصناعية في ليبيا، ولكن استمرت المقاومة، وحتى وصلت هذه الفكرة إلى رأس أحد مشايخ الطريقة السنوسية، فعقد اتفاقاً تمهيدياً معهم، وحدث خلاف بين أبناء العم السنوسيين، وخطورة هذا الخلاف أن الدولة العثمانية قد تركت الأمر كله وانسحبت من ليبيا، وأصبح الأمر بيد أبناء ليبيا، ومن هنا كانت خطورة الخلاف، وقد اختار شيخ الطريقة حسم الخلاف بأن ينسحب ويترك مشيخة الطريقة للسيد إدريس السنوسي، وهو الذي بدأ مفاوضات الصلح مع إيطاليا، وقد تسلم السيد إدريس المشيخة عام 1917م.

المـحـنـة

كانت محنة السيد عمر المختار هو انتقال المشيخة في الطريقة السنوسية إلى السيد إدريس السنوسي، والسيد إدريس يرى أن تسليم جزء من الوطن للمحتل جائز، بل يرى أن يتسلم هو وزعماء الطريقة مرتبات شهرية من إيطاليا، بالإضافة إلى منازل معدة لهم، وأراضٍ زراعية معفاة من أي ضرائب، خلاصة الأمر هو قبول رشوة مقابل التنازل عن جزء من الوطن، فماذا يكون موقف المريد عمر المختار وزملائه؟ اجتمع زعماء القبائل ومشايخ الطريقة، وقدموا وثيقة في غاية الخطورة إلى السيد إدريس، يقومون فيها بمبايعته قائداً وشيخاً وأميرًا لهم، ولكن في هذه الوثيقة يحددون هدف المبايعة، ألا وهو قيادتهم في الجهاد ضد الغزاة، ولم يجد إدريس السنوسي مفراً من القبول الشكلي للبيعة، وتجتمع جموع المجاهدين في عام 1922م، فماذا يفعل السيد إدريس وهو قد وقّع بالفعل على وثيقة صلح مع إيطاليا، فما كان منه أن رحل إلى مصر في اليوم التالي لقبوله البيعة؛ مدعياً المرض وحاجته للعلاج! فتوجه إليه السيد عمر المختار وبعض صحبه، فلم يجدوا في شيخهم علة جسدية، وأرادوا منه أضعف الإيمان أن يمدهم بالمال والسلاح فلم يجدوا منه جواباً، فأعلنوا موقفهم الإيماني والجهادي الصريح، إن ضل الشيخ فهذا ليس لنا بحجة أمام الله، وأن الجهاد فرض علينا، وأننا سنمضي في جهادنا للأعداء، غير متعرضين لمن خذلنا، ومن ثم تقدم عمر المختار الصفوف ليقود حركة الجهاد من عام 1922، ويتكرر الموقف مرة ثانية؛ إذ يأتي أحد أبناء السنوسية، وهو رضا هلال السنوسي ليكرر هذه الفتنة بين المجاهدين (بعد عام واحد من فتنة إدريس السنوسي) إذ يعلن اتفاقه مع إيطاليا على أن يلقى السنوسيون السلاح، بل يبالغ في إعلان هذا الاتفاق ويضع بيده الصليب على قبر جده مؤسس الطريقة السنوسية.

ويعلن عمر المختار وصحبه أنهم لن يضعوا سلاحهم، ولكنهم لن يتعرضوا لمن أراد ذلك، وينتهي أمر هذا الهلال إلى أن تقبض عليه إيطاليا بعد فشله في وقف الجهاد ونفيه إلى إيطاليا، وتتكرر المأساة على يد الحسن بن رضا السنوسي وذلك أثناء مفاوضات عمر المختار مع إيطاليا، إذ يذهب الحسن بشروط المجاهدين إلى الطليان، ويعود بشروط ما هي إلا استسلام المجاهدين للطليان مقابل بعض المال للحسن، وبعض المال لقادة المجاهدين، فيقول له عمر المختار: "لقد غروك يا بني بمتاع الدنيا الفاني، وقد انتهى الحسن نهاية أبيه".

أما محنة الإغراء فهي كانت عروضا عديدة بأموال وبيوت مريحة وأراضٍ زراعية معفاة من الضرائب للسيد عمر المختار، وكان رده على هذه العروض كلها: "لم أكن يوماً لقمة سائغة يسهل بلعها على من يريد، ولن يغير أحد من عقيدتي ورأيي واتجاهي، والله سيخيب من يحاول ذلك".

عمر المختار قائد المجاهدين

إن هذا الجانب من شخصية السيد عمر المختار قد تناولته الأقلام وترجمته شاشة السينما في عرضها لجهاد الرجل، ولكن سنبرز هنا تنظيمه للمجاهدين.

بدأ السيد عمر المختار في الاتصال بالقبائل، وقام بحصر عدد القادرين على الجهاد، وبدأ يجمع هذه الأعداد معه في عملياته العسكرية، وذلك بشكل متتابع، وجعل لهم معسكرات يجتمعون فيها ويتدربون، وقد عرف النظام والمعسكرات باسم الأدوار، وقد اختلف المؤرخون في عددها بين ثلاثة أو أربعة أو أكثر، وذلك النظام أعطى فرصة للمقاتلين في متابعة أمور حياتهم، كما نظم أمور الفصل في الخصومات - وهو الخبير في هذا الأمر - والأمور المالية والإمداد والتموين للمجاهدين، وكذلك عملية الاتصال بالجهات الخارجية سواء في تونس أو مصر؛ لإمداده بالسلاح والمال اللازمين لمواصلة الجهاد، وجعل من الجبل الأخضر معقله، ولكن ضرباته كانت تطارد الإيطاليين في كل أرض ليبيا، وعاش المجاهدون حياتهم مع السيد عمر بين كر وفر، بين نصر وهزيمة، ولكنهم لم يعرفوا معه معنى الضعف أو الاستسلام لهزيمة أو حصار من أعدائهم، وظل كذلك حتى في أحرج اللحظات، سواء في أثناء الفتنة الداخلية التي حرص عليها مشايخ السنوسية الطامعون في الدنيا، وكادت تشتعل الحرب الأهلية، فما كان منه أن أخرج مصحفه وأقسم ألا يتوقف عن قتال الإيطاليين حتى لو قاتلهم وحده، فلا يلبث المختلفون معه أن يتوحدوا مع صف المجاهدين. وكذلك أثناء الحصار، ثم المحاكمة قبل إعدامه، عندما سئل: لماذا قاتلت الدولة الإيطالية؟ فيجيب: دفاعاً عن ديني ووطني.

ويقوم الإيطاليون بجمع القبائل لمشاهدة إعدامه، ويسقط جسد الرجل، وترتفع روحه إلى السماء، وترتفع مبادئه، وما يلبث أعداء الله إلا قليلاً حتى يسلط الله عليهم من يسقط رايتهم، ويزيل عدوانهم عن أرض ليبيا جميعاً.

"فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما من ينفع الناس فيمكث في الأرض


الوقائع السرية لمحاكمة عمر المختار ببنغازي

15 سبتمبر 1931م



2- محضر المناقشة التي دارت ضد عمر المختار ( مضبطة حررت عن طريق الاختزال ):

بعد الإعلان عن افتتاح الجلسة ، طلب المحامي بيديندو ، وكيل النيابة ، الكلمة ليذكر بأن هذا اليوم يصادف ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي أمير بييمونتي ، ومن واقع تأكده من أنه المعبر الصادق عن شعور الأهالي ، يدعو هؤلاء إلى الهتاف بأعلى صوتهم : (( ألا ، لا .. )) . فينتفض الجميع : وطنيين ومحليين ، قياما مرددين الهتاف .. وبعد عودة السكون ، ودعوة المترجم .. إلى أداء اليمين القانونية ، يطلب الرئيس العقيد مارينوني ، من المتهم الادلاء ببيانات هويته ، فيقول : إن اسمه عمر المختار ، ويبلغ من العمر 74 سنة ، وإنه رئيس دور ، وعند سؤاله حول ما إذا كان قد سبق أن حكم عليه جنائيا ، ردّ بالنفي ، كما أنه نفى معرفة أنه صدرت ضده أوامر بالقبض عليه . وبعد ذلك يتلو كاتب الجلسة الملازم "ديه كريستاوفانو" De Cristofan ، صحيفة الاتهام .

وبهذا تدخل المناقشة في صميم القضية :

الرئيس : أنت ، قاتلت ضد من ؟

عمر المختار : قاتلت ضد الحكومة الإيطالية .

الرئيس : في كم معركة اشتركت ؟

عمر المختار : معارك كثيرة ، لا أستطيع تحديدها ، وحتى المعارك التي لم أشترك فيها ، كان خوضها بأمري

الرئيس : وأطلقت أنت النار أيضا ؟

عمر المختار : نعم ، مرات عديدة .

الرئيس : هل أعطيت الأمر بقتل الملازم "بئاتي"؟

عمر المختار : كان قد قبض عليه ومكث بضعة أيام مع الدور ، وذات يوم ، عندما كنت غير موجود ، اقتربت قوات الحكومة الإيطالية من الدور ، عندها قتله "المحافظية" فالحرب هي الحرب ، وأنا لا أعلم أين دفن .

الرئيس : هل أصدرت أمرا بقتل جميع الأسرى ؟

عمر المختار : لم أصدر أمرا كهذا .

الرئيس : هل أصدرت أنت الأمر بقتل من أرسلوا لإصلاح خط الهاتف في قصر بني قديم ، معلنا بذلك استئناف القتال ؟

عمر المختار : نعم ، أصدرت الأمر بقتلهم وقتل غيرهم .

الرئيس : حتى رجال الحراسة ، من الكارابنيير ؟

عمر المختار : الحرب حرب ..

وعند هذه النقطة أعرب رئيس الادعاء عن شكره للعمل الذي أسداه المترجم ، وبما أنه لاحظ أن صوته ضعيف ، وبالتالي يتعذر سماعه على الزعماء والعرب الآخرين الموجودين بالأماكن المعدة للمتفرجين ، في الوقت الذي تتطلب فيه المحاكمات العسكرية أن يتابع الجمهور سير القضية حتى يقتنع بإثبات التهم على المتقدمين للمحاكمة من عدمه ، لذلك يطلب من رئيس المحكمة أن يحل محله الكواليير لومبروزو (Car. Lumb***o) .

يستدعي الرئيس الكواليير لامبروزو وكلفه بأداء اليمين القانونية .

الرئيس : تريد المحكمة أن تعرف السبب الذي أدى إلى استئناف القتال ؟

عمر المختار : لأن الحكومة فصلتني عن الرضا .

الرئيس : كان عليك أن تنتظر الرد على الرسالة التي بعثت بها إلى صاحب السعادة بادوليو .

عمر المختار : وصلني الرد ولكنه كان بدون مضمون .

الرئيس : هل منحت براءات برتب ضباط للمحافظية التابعين لك ؟

عمر المختار : نعم .

الرئيس : هل كنت أنت الذي تصدر دائما الأمر بالقتال ؟

عمر المختار : بالنسبة للمعارك الأولى ، كان هناك غيري كانت بيدهم القيادة ، أما أنا فقد أصدرت الأوامر بالنسبة للمعارك التي حصلت قبل الاتفاق وتلك التي تلته . وأنا رئيس منذ عشر سنوات .

الرئيس : كيف ألقي القبض عليك ؟

عمر المختار : نشب القتال بالقرب من الزاوية البيضاء ، أصبت بجراح وهويت من على صهوة الجواد ، الذي قتل . ومن ثم قبض علي جنود الحكومة .

الرئيس : هل أفضيت إليهم باسمك ؟

عمر المختار : نطقت به ، في الحال .

الرئيس : هل كانت معك البندقية ؟

عمر المختار : كانت معي البندقية وستة مخازن .

الرئيس : هل قمت بغارات ؟

عمر المختار : نعم .

الرئيس : هل أمرت بجباية الأعشار من المستسلمين ؟

عمر المختار : من قبل نعم ، ومن بعد ، فلا ، اي منذ أن أبعد الأهالي عن ديارهم ..

المدعي العام : منذ أيام دعيت المحكمة الحربية الاستثنائية إلى الانعقاد في مرسى البريقة "المستسلم" عمر بوبكر قبايل ، عائلة موسى ، لأنه كانت قد وجدت بحوزته بعض الوثائق ، وأتشرف بأن أقدم إحداها إليكم ، حضرة الرئيس .

ويتبين من هذه الوثيقة أن عمر أبا بكر المذكور كان قد عينه عمر المختار رئيسا "للعائلة" مع تفويضه بجباية الأعشار من الفلاحين وبالقيام بالدعاية . وتحمل الوثيقة تاريخ 17/أبريل/1930م ، فهي إذن تالية على استئناف القتال . إنها تحمل إمضاء عمر المختار وطابعه . تقدم الوثيقة إلى الرئيس الذي يعرضها بدوره على المتهم للتحقق منها ، ثم يسأله ما إذا كان يعترف بأنها صادرة عنه :

عمر المختار : كانت القبائل تؤدي الأعشار ، في أول الأمر .

المدعي العام : لا تته في الإجابة .. أليس التاريخ تاليا على العودة إلى الحالة الطبيعية ؟ (يقصد بعد الهدنة) ؟

عمر المختار : كانت قبائل القبائل خاضعة للفضيل الذي كانت تتبعه .

المدعي العام : أو ليس الإمضاء والختم إمضاءك وختمك ؟ ماذا تقول الوثيقة ؟

عمر المختار : يقر بأنه لا يستطيع قراءتها ، ولكنه يعترف بإمضائه .

المدعي العام : لا يعرف القراءة ؟ هل الوثيقة مكتوبة باللغة الإيطالية وليست العربية ؟ أم هل ليست معك تلك النظارات التي فقدتها في معركة حديثة العهد ، عند هروبك ، وكانت لك الجرأة بمطالبة الوالي بترجيعها إليك ؟

وعندما طلب الرئيس إلى المستشارين والمدعي العام والمحامي ما إذا كان لديهم سؤال يودون توجيهه إلى المتهم ، يسأله النقيب "لونتانو" :

هل تقاضيت من الحكومة الإيطالية ، في أي وقت من الأوقات ، مرتبا ؟

عمر المختار : كلا .. أبدا .

الدفاع : هل حاربت أبدا ضد الأتراك قبل احتلالها ؟

عمر المختار : بعض المرات .

وبعدما انتهى من استجواب المتهم ، يعطي الرئيس الكلمة للمدعي العام العقيد بيديندو ، الذي يبدأ مرافعته ، وسط صمت مطبق

الله يرحم البطل الشهيد عمر المخ
تار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة البطل الشهيد عمر المختار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وحدي مع الايام :: قسم الاسلاميات :: قصص اسلامية-
انتقل الى: